نام کتاب : الرد على الجهمية والزنادقة نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 65
فهذا عند النفخة الثانية، إذا قاموا من القبور، لا يتساءلون ولا ينطقون في ذلك الموطن، فإذا حوسبوا، ودخلوا الجنة والنار، أقبل بعضهم على بعض يتساءلون، فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة[1]. [1] انظر: تفسير الطبري "54/18"، "85/23" وتفسير الشوكاني "499/3". شك الزنادقة في قوله: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ،}
...
وأما قوله:
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 43،42] .
وقال في آية أخرى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} [الماعون: 4] .
فقالوا: إن الله قد ذم قومًا كانوا يصلون قال: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} [2]. [2] قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} [الماعون: 4] هذه الآية يتوهم منها الجاهل أن الله توعد المصلين بالويل، وقد جاء في آية أخرى أن عدم الصلاة من أسباب دخول سقر، وهي قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 43،42] .
والجواب عن هذا في غاية الظهور: وهو أن التوعد بالويل منصب على قوله: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} [الماعون: 5، 6] الآية، وهم المنافقون على التحقيق، وإنما ذكرنا هذا الجواب مع ضعف الإشكال وظهور الجواب عنه؛ لأن الزنادقة الذين لا يصلون يحتجون لترك الصلاة بهذه الآية.
وقد سمعنا من ثقات وغيرهم أن رجلاً قال لظالم تارك الصلاة: ما لك لا تصلي؟ فقال: لأن الله توعد على الصلاة بالويل في قوله: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} فقال له: اقرأ ما بعدها، فقال: لا حاجة لي فيما بعدها، فيها كفاية من التحذير من الصلاة، ومن هذا القبيل قال الشاعر.
دع المساجد للعبادة تسكنها
وسر إلى حانة الخمار يسقينا =
نام کتاب : الرد على الجهمية والزنادقة نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 65